نمل الأمازون الاستعبادي – معلومات

تعليق 16167 مشاهدة

غابات الأمازون في أميركا الجنوبية تحتوي على الكثير من العجائب في طبيعتها وقاطنيها من البشر والحيوانات والحشرات. فالنمل مثلا وفر لجامعة بريطانية مبررا لتخصيص عدد من الباحثين لنيل الدرجات العلمية العالية بالإضافة لمختبرات ومعدات دقيقة لدراسة طبيعة العلاقات بين فصائل النمل المختلفة. فالنمل الذي يبدو للإنسان وكأنه لا يختلف عن بعضه الآخر سوى في الشكل يختزن في داخل فصائله العجائب التي دفعت أساتذة ومتخصصين لملاحقة النمل في الغابات وتصويره وهو يتعاشر ويتقاتل مع بعضه البعض.

تصور عدسة الباحثين فصيلة أطلق عليها الباحثون اسم "النمل المستعبد" أي الذي يستعبد الآخرين، وفصيلة أخرى أطلق عليها اسم "النمل العبيد". ويختلف النوع الأول عن الثاني قليلا في اللون ولكنه يختلف عنه تماما في نمط الحياة. وتتابع عدسة الكاميرا القصة الكاملة لطريقة حياة الفصيلتين. فالفصيلة المستعبدة تنشط في البحث عن نمل عبيد، فهي بحاجة لنمل يخدم أطفالها قبل خروجهم من البيض وبعد خروجهم حتى يكبروا ويصبحوا قادرين على الانطلاق مع كبار النمل من فصيلتهم. وترسل فصيلة الاستعباد رسلها للبحث عن نمل يمكن استعباده، وبعد جهد استخباراتي واف يتم رصد احدى الفصائل التي يمكن استعبادها. وترجع تلك الفصائل الاستخباراتية إلى فصيلتها لتخبرها بالأمر. وبعد فترة وجيزة تتجه الفصيلة بكامل قواها العددية لتحيط بجحور الفصيلة الضحية. تنتبه تلك الفصيلة وتتخذ مواقف دفاعية لحماية أبنائها الذين لم يخرجوا من بيضهم بعد. وما هي إلا فترة وجيزة أخرى حتى يبدأ الهجوم. وتستميت الفصيلة المدافعة في مقاومتها، وتصور الكاميرا عملية القتال بدقة وكيف بحاصر الأعداء تلك الفصيلة المظلومة. وتتضح الصورة بعد ذلك.

 يستأنف النمل المهاجم هجومه بسرعة خاطفة يخترق فيه أجساد الموتى الذين سقطوا ويتجه مباشرة إلى البيض الذي لم يفقس بعد، ويقوم بنقله إلى جحور الفصيلة المعتدية. وبعد فترة وجيزة أخرى يتفقس البيض ويخرج النمل في أحضان الأعداء، لكي يعمل في خدمة الفصيلة المعتدية، ينقل الأمل إلى ما يخرج من بيض الأعداء ويمضي عمره لا يعرف أصله وكيف أتى ولا يعرف مهمة له في حياته سوى خدمة أسياده الذين استعبدوه.

تعليقات